إن كتاب العادات السبع يتمحور حول مستوى جديد من مستويات التفكير وهو الذي دعا إليه انشتاين في قوله :"لا يمكن مواجهة المشاكل الكبيرة ونحن على ذات مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما صنعنا هذه المشكلات " تفكير جديد وأعمق يعني تصورا ذهنيا قائما على المبادئ التي تقدم وصفا دقيقا لأرضية الفاعلية والتفاعل الإنساني. هذه المبادئ هي إرشاد للسلوك الإنساني وهي ثابتة ودائمة فهي القوانين الطبيعية للأبعاد الإنسانية الحقيقية التي لا يطولها التغيير وهي تتميز بالوضوح لك من بفكر تفكيرا عميقا ويتفحص دورة حياة التاريخ الاجتماعي .و قدم هنا كوفي قولة ديميل مستحيل أن ننتهك القانون لكن باستطاعتنا هزم أنفسنا أمام هذا القانون. فهذا المستوى من التفكير عبارة عن منهج من الداخل إلى الخارج يتمركز حول المبادئ وقائم على الشخصية ويهدف إلى تحقيق الفاعلية الشخصية والجماعية فمن الداخل إلى الخارج تعني أن نبدأ من أنفسنا أولا ومن الجزء الداخلي لذواتنا بتصوراتنا الذهنية وسماتنا ودوافعنا حيث تولد طاقة إيجابية وهو ما اصطلح عليه ابراهيم الفقي في كتابه قوة التفكير ب التصور أو الوعي الذاتي أو قوانين العقل الباطن وهو القدرة على التفكير في عملية التفكير الذي يمكننا من الارتقاء والتعلم من تجاربنا الشخصية وتجارب الآخرين ويمكننا بالتالي بناء وتغيير عاداتنا .إلا أن كوفي نجده قد أكد أنه وفي إطار تعمقه في ما تعلمه توصل إلى أن القيم هي التي تبث انفاس الحياة في التقنيات وفي عناصر الأخلاق الشخصية :نمو الشخصية والتدرب على مهارات التواصل وتعلم استراتيجيات التفكير والتفكير الايجابي هي أساسية لكنها صفات ثانوية لأنها لا تصمد طويلا فإن نفعت في العلاقات القصيرة فلن تصمد مع طول الزمن وقد استشهد هنا بما ذهب إليه وليام جوردان في قوله :"بين يدي كل واحد منا قوة طائلة للخير والشر وهي المؤثر الخفي والصامت وغير الواعي وهي ببساطة الإشعاع المستمر لحقيقة الإنسان لا ما يتظاهر به " فالتصورات الذهنية حسب كوفي هي على نوعين خرائط الواقع الذي تجرى به الأحداث وخرائط الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه الأمور ومنطوق آخر هي القيم وهذه الخرائط هي التي تحدد اسلوب تفكيرنا. فكلما أصبحنا أكثر وعيا بتصرفاتنا الذهنية وخرائطنا تمكنا من تحمل المسؤولية تجاه تلك التصورات الذهنية واختبرنا مصداقيتها تجاه الواقع واستمعنا إلى الآخرين بعقل متفتح وكانت رؤيتنا للأمور أكثر موضوعية فالتصورات الذهنية قوية لأنها تصنع العدسة التي نستطيع رؤية العالم من خلالها وبالتالي إذا أردنا إحداث تغيرات صغيرة في حياتنا فعلينا بذل المزيد من التركيز على توجهاتنا وسلوكياتنا ولكن إذا أردنا تغييرا جذريا فعلينا استخدام التصورات الذهنية الأساسية فالعيب الأساسي للأخلاق الشخصية هو أن محاولة تغيير التوجهات والسلوكيات الخارجية لن تخدمنا إن أخفقنا في التعرف على التصورات الذهنية التي نستقي منها تلك التوجهات والسلوكيات.