من نحن ؟


في إطار المقاربة الورشية والبيداغوجيا الإبداعية التي يعتمدها الدكتور مخلص السبتي أستاذ مادة التنمية الذاتية بجامعة الحسن الثاني كلية الآداب ابن امسيك، حيث يسعى جاهدا لتكوين جيل من الطلبة قادرين على الخلق والتطوير والإبداع  والاكتشاف، وذلك بتعبئة كفاياتهم المعرفية والاستراتيجية والمنهجية والتواصلية والتكنولوجية في جميع مراحل الإنتاج الإبداعي، من تقليد ومحاكاة وتدريب، وصولا إلى القدرة على الانتاج الإبداعي، الذي يعتبر المقوم الوحيد للنجاح الجامعي، وليس استيعاب المعلومات وتذكرها أثناء التقويم. وفي ظل هذه  المقاربة ضمن لنا أستاذنا تطور المتغيرات الرئيسية للإبداع ألا وهي الاستعدادات والدافعية والاهتمام.
فكان أن قمنا نحن أعضاء مجموعة الشمائل: "سناء الغازي، ليلى باتي، سعاد لعويدي، عبد الغاني رابيع، مصطفى رزوق"، طلبة الفصل الخامس دراسات إسلامية مسار الوساطة الاجتماعية والشرعية ضمن مشاريع عمل مادة التنمية الذاتية باختيار كتاب "قوة التفكير" لإبراهيم الفقي رحمة الله عليه حتى يكون أرضية للانطلاق في دراسة تنموية رائدة، مدعمة بإضافات وإضاءات تكون نبراسا يستضيء به كل مريد لمعرفة تنموية ذاتية.

كلمة الدكتور مخلص السبتي في المدونة

عمل متخصص جديد أبدعه فريق متميز مجتهد ومتألق، أحسن الفريق توظيف كتاب المشمول برحمة الله الدكتور ابراهيم الفقى للانطلاق منه إلى عالم البحث في شروط قوة التفكير وجودته، فكان مدخلا لفهم نظريات رجال الفكر والتربية وعلم النفس ، وكان وسيلة لخوض تجربة التركيب بين أعمال العمالقة أمثال جون بياجيه إدوارد دي بونو ... ومبادئ الفكر الإسلامي ومقاصده.
جهد الفريق واضح، وعزيمته بينة، ورقيه الفني مؤثر في النفوس، ويسعدني أن أخبركم أنني قد استفدت منه  وسوف أوجه طلبتي للاستفادة منه أيضا فأضمه إلى لائحة مراجع مادتي التنمية الذاتية وعلم النفس التربوي.
عمل رائد وفريق محترم، استمروا وحافظوا على تماسك فريقكم، أنا فخور بكم والله يرعاكم.

جهود جان بياجيه في تعليم التفكير

العالم الكبير جان بياجيه الذي أمضي نصف قرن من الزمان في دراسة أسس التفكير عند الأطفال، وتوصل إلي نظريته التي تعد من أحسن ما قدم للتعليم حول نمو التفكير المنطقي عند الإنسان وجاءت النتائج التي توصل إليها مساعدة لطريقة تفكير العلماء حول السبل التي يستخدمها الأطفال في تفكيرهم واكتشافاً جديداً لعالم من العقل ما كان الناس يعرفونه حق المعرفة.
لقد وجه بياجيه انتقاداً شديداً للطرائق التقليدية في التعليم حيث يقف المتعلم موقفاً سلبياً يستمع إلي المعلومات التي تقدم إليه ولا يشارك فيها ولكنه في الوقت نفسه لم يغفل أهمية استخدام طرائق التعليم الشفوية في عملية بناء التفكير فالتفاعل اللفظي حسب اعتقاده يؤدي إلي نقل المعرفة، ولكنها تظل غير كافية إذا اقتصر التعليم حسب اعتقاده يؤدي إلي نقل المعرفة، ولكنها تظل غير كافية إذا اقتصر التعليم عليها ولم يساهم المتعلم بنشاط فعلي فيها. وتتلخص طريقة بياجيه في تعليم التفكير في تقديم الدرس علي شكل مجموعة من الأعمال يقوم بها المتعلم ليعلم نفسه بنفسه، وفي أثناء العمل يثير المعلم لديه مشكلة تحيره وتحفزه علي السؤال، تتاح له فرصة لمعالجة المشكلة وحلها فيواجهه المعلم بعد ذلك بنواحي القصور في معالجته إن وجدت، وهنا تبدو براعة المعلم في قدرته علي اختيار المشكلة وترتيب المواجهة بحيث تتناسب مع القدرات العقلية للمتعلم وتحت إشراف المعلم تدور مناقشة بين المتعلمين لفحص جوانب المشكلة وطريقة حلها ن فالوصول إلي الحل المناسب يثير دوافعهم ويحفزهم لمزيد من التعلم.[1]


إنجاز: سعاد لعويدي




[1]- التوجهات الجديدة للتربية تأليف جان بياجيه.

أخطاء المتعلمين في عملية التفكير

-                 التحيز أو النظرية الجزئية
وهو الخطأ الرئيسي في التفكير، حيث ينظر الطالب إلي جزء من الموقف فحسب ويقيم حجته علي أساس ذلك.
-                 الحكم الأولي
وهو خطأ يقع عادة في كل مستويات التفكير، حيث يقوم من يفكر بإصدار حكم أولي كان يقبله أو يرفضه، وسيستخدم بعد ذلك مهاراته الفكرية وقواه المنطقية لدعم الحكم الأولي.
-                 التمركز حول الذات
حيث يري الطالب الموقف بدلالة تأثيره عليه شخصياً.
-                 مداخل وطرائق تعليم التفكير
لقد أصبح من وظيفة المدرسة في العصر الحديث أن تعني بتعليم الأفراد كيف يفكرون وتدربهم علي اكتساب مهارات التفكير حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة بنجاح.
1-        مداخل تعليم التفكير
من الممكن تعليم التفكير من خلال مدخلين أساسين هما:
1-           المدخل الاندماجي
وينص علي أن تعليم التفكير يمكن أم يكون من خلال تدريس مختلف الدراسية، وقد استند أنصار هذا المدخل في رأيهم علي النظرة التكاملية للمنهج المدرسي واقترحوا عدداً من البرامج فمن أشهرها: برنامج تنشيط تفكير الأطفال من خلال المنهاج، وبرنامج رتشارد باول لإعادة صياغة الخطط التعليمية.
ويعد هذا المدخل أكثر مرونة واستخداماً وملائمة لتلاميذ التعليم الأساسي حيث يمكنهم من اكتساب مهارات عديدة تساعدهم علي فهم وتحليل وتطبيق معلوماتهم.
وعلي الرغم من أن هذا المدخل لا يحتاج إلي إدخال تعديلات جوهرية علي الخطة الدراسية إلا أنه يتطلب تنسيقاً دقيقاً وجهداً كبيراً في انتقاء المحتوي التعليمي بشكل يسهم بفاعلية في تنمية تفكير الطلاب.
2-           المدخل المستقبل
ويعتقد أنصاره أن التفكير يمكن أن يكون مادة دراسية مستقلة تقدم للطلاب في مراحل التعليم المختلفة، وعلي الرغم من أن ذلك يعد ظاهرة معاصرة جاءت نتيجة للتقدم العلمي وما صاحبه من تغيرات عديدة فإن هذا المدخل يعد أقل انتشاراً واستخداماً من المدخل السابق، وقد اجتهد المختصون في تقديم برامج عديدة منها : مساق تعليم التفكير، تسريع البناء المعرفي من خلال تعليم العلوم، برنامج كورت، للمربي المعروف دي بونو الذي يعد من أبرز علماء التفكير المدافعين بقوة عن منهجية تعليم التفكير مستنداً في ذلك إلي نتائج الدراسات والتطبيقات التي أجريت علي برنامجه في كثير من دول العالم في مجالات التعليم والإدارة والصناعة.
2-         طرائق تعليم التفكير
يمكن القول أن البحث العلمي لم ينته إلي نتيجة واضحة تحدد أي الطرائق أفضل من غيرها، بمعني انه لا توجد طريقة مثلي لتعليم التفكير فقد تكون طريقة ما فاعلة وناجحة في موقف تعليمي محدد وغير فاعلة في موقف آخر، وما يتلاءم منها مع قدرات معلم ما قد لا يتلاءم مع قدرات معلم آخر وما يمكن استخدامه منها بأدوات وأجهزة ومعدات وفيرة يختلف عما يستخدم منها بإمكانات محدودة، بالإضافة إلي الفروق الفردية بين الطلاب في الإدراك والتذكر والتخيل والتفكير.
ومع ذلك يمكن القول أن تعليم التفكير يمكن أن يكون فاعلاً باستخدام الطرائق الحديثة مثل حل المشكلات، وتنفيذ المشروعات والتعلم بالاكتشاف، ولعب الأدوار والعصف الذهني وغير ذلك من الطرائق التي بنيت علي نظريات معروفة بصدقها وثباتها في مجال التطبيق.
المرجع[1]



[1]- الخضراء لفاديه عادل - برنامج مقترح لتعليم مهارات التفكير لتلميذات المرحلة المتوسطة وفاعليته في تنمية مهارتي التفكير الناقد والابتكاري والتحصيل في المواد الاجتماعية ". بحث مقدم لنيل درجة دكتوراه الفلسفة في التربية مناهج وطرق التدريس الاجتماعيات، كلية التربية للبنات, جدة.

متطلبات تعليم التفكير

أولا: المعلم
يتفق المربون علي أن المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التعليمية بأكملها، فهو الذي يوفر المناخ الذي يقوي ثقة المتعلم بنفسه أو يدمرها.
يقوي روح الإبداع فيه أو يقتله، يثير التفكير الناقد أو يحبطه، ويفتح المجال للتحصيل الدراسي أو يغلقه.
ويبدأ دور المعلم في تعليم التفكير بالاستماع إلي طلابه والتعرف علي أفكارهم وتشجيعهم علي المناقشة والتعبير عن أراءهم ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم مع القيام بدور نشط في الموقف التعليمي، وفي كل ذلك يحرص المعلم علي منح وقت كاف طالب للتفكير والتأمل في حل المشكلات.
كيف ينمي المعلم التفكير لذى طلابه
1-          أن يطرح المعلم أسئلة محددة تقود إلي إجابات واضحة.
2-          أن يستخدم ألفاظاً محددة في أي تواصل مكتوب أو منطوق مع طلابه.
3-          أن يحرص علي توجيه طلابه والتعقيب علي إجاباتهم عندما يستخدمون ألفاظاً غبر دقيقة أو محددة.
4-          أن يستخدم عبارات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته كأن يطرح أسئلة تقود إلي المناقشة وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
5-          أن يتجنب استخدام ألفاظ النقد والتجريح في ردوده علي الإجابات الخاطئة أو الناقصة.
6-          أن يحترم مبادرات المتعلم ويقدر أفكاره ويستخدم أساليب التعزيز المناسبة وبخاصة مع المترددين أو الخجولين أو متدني الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية للتعلم.
7-          أن يهيئ فرصاً عديدة للطلاب لكي يفكروا بصوت عال لشرح أفكارهم وحل مشكلاتهم.
8-          أن يتجنب السلوكيات المعيقة للتفكير أو التي تحول دون مزيد من التعمق في المعالجة المعرفية للمهمات المطروحة علي الطلاب.
9-          أن يحسن الظن بالمتعلم ويتوقع منه أن يتفوق مما يشكل حافزاً له علي العمل.
10-   أن يمنح الطلاب حرية كاملة لاختيار النشاط الذي يفضلون ممارسته.
11-   أن يصغي باهتمام إلي أفكار الطلاب وإجاباتهم وتعليقاتهم ويعززها بالألفاظ الملائمة، ولا يسمح بمقاطعة المتحدث، وإنما يعطي لكل فرد حقه في التعبير عن رأيه بحرية.
12-   إلا يتردد في الإفصاح عن عدم معرفته الإجابة عن سؤال أمام طلابه.
13-   أن يعطي المتعلم فترة زمنية كافية للتفكير قبل مطالبته بالإجابة عن سؤال بهدف توفير بيئة ملائمة للتفكير التأملي.
ثانياً : البيئة المدرسية:
1-          الأهداف التعليمية
يتطلب الأداء المثمر لأي عمل من الأعمال تحديد أهداف ذلك العمل واختيار الوسائل والطرائق المؤدية إلي تحقيق تلك الأهداف.
ولما كان تعليم التفكير عملية مخططة ومقصودة فإن الأهداف تأتي في المرحلة الأولي من بناء المحتوي الدراسي، فهي ضرورية لرسم السياسة التعليمية حيث أنها تعتبر الدليل الذي يتم في ضوئه اختيار مفردات المقررات الدراسية، وطرائق ووسائل التدريس واقتراح أوجه النشاط المختلفة وأدوات التقويم المناسبة، كما أن الأهداف تعد بمثابة المؤشر الذي يواجه المعلم في عمله والدليل الذي يهتدي به المتعلم في عملية تعليمه وتعلمه.
ولما كانت المدرسة مسئولة إلي حد كبير علي تعليم التفكير فإن من واجبها إتاحة الفرص لمناقشة الأهداف التعليمية من أجل التوصل إلي قاعدة مشتركة ينطلق منها الجميع لتحقيق أهداف واضحة يتصدرها هدف تنمية التفكير والإبداع.
2-          مصادر التعليم والتعلم
يتطلب تعليم التفكير بيئة مدرسية غنية بمصادر التعليم والتعلم والمتمثلة في أدوات تعليمية وتجهيزات معملية ومخبريه ومكتبة غنية بكتب مرجعية وروايات متخصصة وأشرطة مسموعة ومرئية بالإضافة إلي وسائل نقل للقيام بزيارات ورحلات ميدانية وغير ذلك مما يمكن أن يدرج في قائمة مصادر التعليم والتعلم أو ما يمكن أن يسمي بالبنية التحتية لتعليم التفكير.
ويعد نقص هذه الإمكانات أو عدم وجودها أصلاً في كثير من المدارس عائقاً يخمد حماس المعلمين في تعليم التفكير. إذ كيف يمكن اكتشاف طالب لديه استعداد للتفوق في الحاسوب والبرمجة مثلاً إن لم تكن لديه فرصة لقضاء ساعات كافية للتعامل مع الحاسوب وبرامجه بإشراف معلم مؤهل، وكيف يمكن اكتشاف ورعاية طالب آخر لديه استعداد لإجراء تجارب معملية أو القيام بدراسات ميدانية أو عروض عملية إن لم تعمل المدرسة علي توفير المصادر المطلوبة، وهكذا يبدو أن توافر المصادر بالمدرسة أو نقصها أو عدم وجودها أصلاً يؤثر بطريقة او بأخرى علي تعليم وتنمية التفكير.
3-          جمعيات النشاط
يقصد بالنشاط في التعليم ما يقوم به من الطلاب من عمل حر منظم وموجه داخل الفصل وخارجه، ويتولى المشرفون علي العملية التعليمية توجيه ذلك النشاط بما يؤدي إلي تحقيق الأهداف المنشودة.
وفي مجال تعليم التفكير يعد النشاط وسيلة هامة لاكتساب الخبرة المباشرة التي لا يمكن اكتسابها عن طريق المعلومات النظرية، كما يعد النشاط عاملاً أساسياً لتحقيق النمو الشامل للإنسان وعن طريقه يتمكن من تحقيق رغباته وإشباع حاجاته نحو العمل وحب الاستطلاع والكشف عن حقائق الأشياء هذا بالإضافة إلي أن ممارسة النشاط تكسب الطلاب عدداً من المهارات الفكرية والاتجاهات السليمة.
وتتميز المدرسة التي تنمي التفكير بوجود جمعيات مختلفة يمارس الطلاب فيها أنشطة فكرية متعددة، فهناك الجمعية الثقافية والعلمية والجمعية الفنية والموسيقية والجمعية الرياضية والجمعية الاجتماعية وغيرها من الجمعيات التي تتفرع منها جمعيات أخري عديدة تضم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وغيرهم من المهتمين بالتعليم في المجتمع.
4-          العلاقات المدرسية
تعد العلاقات المدرسية من المتطلبات الأساسية لنجاح تعليم التفكير حيث أن إقبال الطلاب علي ممارسة الأنشطة المختلفة أو إعراضهم عنها لا يحدث صدفة، وإنما يرجع إلي عدد من العوامل المتداخلة والتي منها نوعية العلاقة القائمة بينهم وبين معلميهم، فعندما يهتم المعلم بطلابه ويساعدهم علي حل مشكلاتهم ويعمل علي تهيئة كافة الظروف الملائمة لنموهم بعيداً عن القسوة والتهديد فإنه بذلك يعاملهم معاملة إنسانية ويؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً ويدفعهم إلي المزيد من التعلم.
وتمتد العلاقات الإنسانية لتشمل تلك العلاقات المتبادلة بين المعلمين والإداريين وأولياء الأمور وجميع العاملين بالمدرسة، ويترتب عليها إما الإقبال علي التعليم وممارسة أنشطة التفكير أو النفور من المدرسة والبعد عن المشاركة في أي نشاط التعليم وممارسة أنشطة التفكير أو النفور من المدرسة والبعد عن المشاركة في أي نشاط كما يترتب عليها إما ترسيخ مفاهيم الأمن والحرية والتقبل، أو مشاعر الخوف والرفض والإحباط.
5-          أساليب التقييم
سبق القول بأن مؤسساتنا التعليمية تلجأ إلي استخدام الأسلوب التقليدي في قياس مستوي تحصيل الطلاب عن طريق الامتحانات التي تقيس في معظمها معلومات في المستوي الأدنى للتفكير، أي في مستوي التذكر والحفظ والاسترجاع بدلاً من قياس القدرة علي التفكير والتغير الحاصل في السلوك. وعندما تحتكم المدرسة لدرجات الامتحانات التقليدية في تقييم مستوي تحصيل الطلاب، فإنها تمارس في الحقيقة سلوكاً يحمل في طياته تناقضاَ واضحاً لابد من معالجته حتى تنتقل إلي مرحلة متقدمة في تقدير الإبداع ورعايته، وقد يكون المخرج من ذلك هو إدخال أساليب جديدة للتقييم مثل التقييم الذاتي وتقييم زملاء الفصل، والبطاقة التراكمية وغيرها. ولاشك أن هذه الأساليب ستدفع الطلاب إلي مزيد من المشاركة في أنشطة تعليم التفكير.

أهمية تعليم التفكير



دي بونو، أحد أبرز علماء التفكير وصف التفكير بأنه استخدام المعرفة لتحقيق هدف لا يمكن الوصول إليه مباشرة.[1]
وعبر عنه المربي المعروف "جون ديوي" بالأداة القادرة علي التغلب علي الصعوبات وقهرها فإذا استطاعت المؤسسات التعليمية أن تعلم التفكير لطلابها وتدربهم علي اكتساب مهاراته فإنه سيكون بمقدورهم التغلب علي المشكلات التي ستواجههم في المستقبل[2] .
تبدو أهمية تعليم التفكير في النقاط الآتية:
1-           يجعل تعليم التفكير المواقف الصفية أكثر حيوية ومشاركة الطلاب فيها أكثر فاعلية وفهمهم لما تقدم إليهم أكثر عمقاً فتزداد ثقتهم بأنفسهم في مواجهة ظروف الحياة المتغيرة من حولهم.
2-           يساعد الطلاب علي البحث عن المعلومات وتصنيفها واستخدامها في التعامل الواعي مع ظروف الحياة المتغيرة المحيطة بهم.
3-           يمكن الطلاب من اكتساب مهارات عديدة وتنمية اتجاهات مرغوبة وبالتالي معرفة ماذا يفعلون وكيف ولماذا.
4-           يساعد الطلاب علي ربط معلوماتهم بشكل أفضل ويمكنهم من رفع كفاءاتهم التفكيرية في تصريف أمورهم علي أسس قوية من الوعي والفهم.
5-           يساعد الطلاب علي ممارسة السلوك السوي حيث أن كثيراً من أسباب الانحراف تعود إلي ممارسة السلوك دون تفكير سليم، مما يؤثر علي فرص نجاحهم الدراسي وعلي حياتهم اليومية
6-           يؤدي في النهاية إلي إعداد أجيال من المفكرين المبدعين القادرين علي مواجهة تحديات المستقبل.




[1]- تعليم التفكير إدوارد دي بونو.
[2]- جون ديوي المدرسة والمجتمع.

مرادفات التفكير أو مهاراته الواردة في القرآن

القرآن الكريم ليس فقط يدعو للتفكير بل و ينمي التفكير بمهارات معينة من شأنها أن تساعد على التفكير إذ يزود بالأمثلة والمعلومات السابقة أو اللاحقة الذي يمكن أن نأخذ منها العبر، والجدول أسفله هو رصد للآيات التي تدعو إلى التفكير والمهارات الأخرى المساعدة على التفكير مثل: التدبر- التبصر التعقل –النظر-التذكر-مخاطبة أصحاب العقول –التففه.

الآيات التي تدعو الى
تكرار الكلمة وجذورها
عدد الآيات
عدد السور
التفكير
18
17
13
التعقل
49
50
30
التذكر
292
279
71
التبصر
184
142
62
النظر
129
113
48
الاعتبار
9
9
8
التففه
20
20
12
مخاطبة أهل الألباب
16
16
10
المجموع
678
646

علما بأن عدد آيات القرآن الكريم (6236) أية وتكون نسبة آيات التفكير ومرادفاته 3,10% وهي نسبة عالية بالنسبة لمنهج احتوى الحياة وبهذه النسبة العالية أعطى رب العزة حرية كاملة للتفكير واختيار طريق الحياة والتفكير لا يأتي من فراغ بدون معلومات لدى الفرد، ونبه الباري عن هذه المعلومات واختار أكثرها التصاقا به، فتكوين النفس البشرية وما حولها من مخلوقات الدالة على صفات المبدع حيث يقول تعالى " وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ".[1]

المرجع[2]

وختاما
دون أفكارك
روي عن الإمام البخاري رحمه الله انه ينام ثم تأتيه الفكرة والخاطرة فيقوم ويوقد السراج ويدون هذه الفكرة ثم يطفئ السراج وينام، فتأتيه الفكرة فيقوم ويوقد السراج ويدون الفكرة ويطفئ السراج ثم ينام، وبلغ أنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي عشرين مرة، أصلاً كم ينام الإمام البخاري، يقوم في الليلة الواحدة عشرين مرة لأنه لا يريد أن تضيع منه فكرة.





[1]- سورة النحل - الآية 12
[2]- دعوة للتفكير من خلال القرآن الكريم - الكبيسي عبدالواحد.

عوائق التفكير والتغلب عليها في ضوء القرآن الكريم


عوائق التفكير:
1-           الخوف والتردد
كالخوف من النقد والسخرية والاستهزاء، الخوف من التصنيف، الخوف من الأذى الحسي والمعنوي والخوف من الخروج من المألوف.
2-           سوء التربية
فمن سوء التربية : المركزية التفرد، تحطيم الشخصية وعدم التشجيع على تنمية المواهب.
3-           الحجر الفكري
التفكير في بعض المجتمعات ممنوع، أفعل ما شئت ولكن لا تفكر.
4-          دنو الهمة وتواضع الأهداف وعدم الطموح
5-          الأوهام
مثال ذلك: أن يقول القائل أنا طاقتي محدودة صوتي غير مسموع لا يمكن أن أغير الواقع لا أستطيع أن أقاوم التيار.
6-           المعاصي والآثام
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا"[1]، إذن الذي يتقي الله يجعل له فرقاناً بين الحق والباطل يجعل له نور، حيث قال عز من قائل: " وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"[2]، إذن العاصي تعطل في مكلة التفكير فعلى قدر المعصية يكون تأثيرها في تفكيرنا.
كيفية التغلب على عوائق التفكير
1-          الثقة بالله تعالى
الإيمان به والتوكل عليه وإخلاص النية،" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا".[3]
2-          علو الهمة والثقة بالنفس
التخلص من الهزيمة النفسية فإذا علت الهمم ووثقنا بأنفسنا بعد ثقتنا بالله جل وعلا وهذا مما يبطل ويلغي عوائق التفكير، قال تعالى: "يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ"،[4] وهذا من علو همتهم.
3-          سمو الأهداف
أي أن تكون الأهداف سامية، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام. يجب أن تكون أهدافنا سامية وعالية وليست مقتصرة على الأكل والشرب وهي ما يتعلق بمطالب الحيوان، فإذا كانت الأهداف سامية وعالية ساهمت في قوة التفكير وتخطي العقبات.
4-          التربية الجادة و العلم المؤصل
5-          الجرأة المنضبطة
6-          التضحية
7-          معرفة الامكانات
8-          التكرار
المرجع[5]




[1]- سورة الأنفال - الآية 29
[2]- سورة النور - الآية 40
[3]- سورة الأنفال - الآية 29
[4]- سورة النور - الآية 36-37
[5]- كتاب التفكير لناصر العمر

عربي باي