متطلبات تعليم التفكير

أولا: المعلم
يتفق المربون علي أن المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التعليمية بأكملها، فهو الذي يوفر المناخ الذي يقوي ثقة المتعلم بنفسه أو يدمرها.
يقوي روح الإبداع فيه أو يقتله، يثير التفكير الناقد أو يحبطه، ويفتح المجال للتحصيل الدراسي أو يغلقه.
ويبدأ دور المعلم في تعليم التفكير بالاستماع إلي طلابه والتعرف علي أفكارهم وتشجيعهم علي المناقشة والتعبير عن أراءهم ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم مع القيام بدور نشط في الموقف التعليمي، وفي كل ذلك يحرص المعلم علي منح وقت كاف طالب للتفكير والتأمل في حل المشكلات.
كيف ينمي المعلم التفكير لذى طلابه
1-          أن يطرح المعلم أسئلة محددة تقود إلي إجابات واضحة.
2-          أن يستخدم ألفاظاً محددة في أي تواصل مكتوب أو منطوق مع طلابه.
3-          أن يحرص علي توجيه طلابه والتعقيب علي إجاباتهم عندما يستخدمون ألفاظاً غبر دقيقة أو محددة.
4-          أن يستخدم عبارات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته كأن يطرح أسئلة تقود إلي المناقشة وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
5-          أن يتجنب استخدام ألفاظ النقد والتجريح في ردوده علي الإجابات الخاطئة أو الناقصة.
6-          أن يحترم مبادرات المتعلم ويقدر أفكاره ويستخدم أساليب التعزيز المناسبة وبخاصة مع المترددين أو الخجولين أو متدني الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية للتعلم.
7-          أن يهيئ فرصاً عديدة للطلاب لكي يفكروا بصوت عال لشرح أفكارهم وحل مشكلاتهم.
8-          أن يتجنب السلوكيات المعيقة للتفكير أو التي تحول دون مزيد من التعمق في المعالجة المعرفية للمهمات المطروحة علي الطلاب.
9-          أن يحسن الظن بالمتعلم ويتوقع منه أن يتفوق مما يشكل حافزاً له علي العمل.
10-   أن يمنح الطلاب حرية كاملة لاختيار النشاط الذي يفضلون ممارسته.
11-   أن يصغي باهتمام إلي أفكار الطلاب وإجاباتهم وتعليقاتهم ويعززها بالألفاظ الملائمة، ولا يسمح بمقاطعة المتحدث، وإنما يعطي لكل فرد حقه في التعبير عن رأيه بحرية.
12-   إلا يتردد في الإفصاح عن عدم معرفته الإجابة عن سؤال أمام طلابه.
13-   أن يعطي المتعلم فترة زمنية كافية للتفكير قبل مطالبته بالإجابة عن سؤال بهدف توفير بيئة ملائمة للتفكير التأملي.
ثانياً : البيئة المدرسية:
1-          الأهداف التعليمية
يتطلب الأداء المثمر لأي عمل من الأعمال تحديد أهداف ذلك العمل واختيار الوسائل والطرائق المؤدية إلي تحقيق تلك الأهداف.
ولما كان تعليم التفكير عملية مخططة ومقصودة فإن الأهداف تأتي في المرحلة الأولي من بناء المحتوي الدراسي، فهي ضرورية لرسم السياسة التعليمية حيث أنها تعتبر الدليل الذي يتم في ضوئه اختيار مفردات المقررات الدراسية، وطرائق ووسائل التدريس واقتراح أوجه النشاط المختلفة وأدوات التقويم المناسبة، كما أن الأهداف تعد بمثابة المؤشر الذي يواجه المعلم في عمله والدليل الذي يهتدي به المتعلم في عملية تعليمه وتعلمه.
ولما كانت المدرسة مسئولة إلي حد كبير علي تعليم التفكير فإن من واجبها إتاحة الفرص لمناقشة الأهداف التعليمية من أجل التوصل إلي قاعدة مشتركة ينطلق منها الجميع لتحقيق أهداف واضحة يتصدرها هدف تنمية التفكير والإبداع.
2-          مصادر التعليم والتعلم
يتطلب تعليم التفكير بيئة مدرسية غنية بمصادر التعليم والتعلم والمتمثلة في أدوات تعليمية وتجهيزات معملية ومخبريه ومكتبة غنية بكتب مرجعية وروايات متخصصة وأشرطة مسموعة ومرئية بالإضافة إلي وسائل نقل للقيام بزيارات ورحلات ميدانية وغير ذلك مما يمكن أن يدرج في قائمة مصادر التعليم والتعلم أو ما يمكن أن يسمي بالبنية التحتية لتعليم التفكير.
ويعد نقص هذه الإمكانات أو عدم وجودها أصلاً في كثير من المدارس عائقاً يخمد حماس المعلمين في تعليم التفكير. إذ كيف يمكن اكتشاف طالب لديه استعداد للتفوق في الحاسوب والبرمجة مثلاً إن لم تكن لديه فرصة لقضاء ساعات كافية للتعامل مع الحاسوب وبرامجه بإشراف معلم مؤهل، وكيف يمكن اكتشاف ورعاية طالب آخر لديه استعداد لإجراء تجارب معملية أو القيام بدراسات ميدانية أو عروض عملية إن لم تعمل المدرسة علي توفير المصادر المطلوبة، وهكذا يبدو أن توافر المصادر بالمدرسة أو نقصها أو عدم وجودها أصلاً يؤثر بطريقة او بأخرى علي تعليم وتنمية التفكير.
3-          جمعيات النشاط
يقصد بالنشاط في التعليم ما يقوم به من الطلاب من عمل حر منظم وموجه داخل الفصل وخارجه، ويتولى المشرفون علي العملية التعليمية توجيه ذلك النشاط بما يؤدي إلي تحقيق الأهداف المنشودة.
وفي مجال تعليم التفكير يعد النشاط وسيلة هامة لاكتساب الخبرة المباشرة التي لا يمكن اكتسابها عن طريق المعلومات النظرية، كما يعد النشاط عاملاً أساسياً لتحقيق النمو الشامل للإنسان وعن طريقه يتمكن من تحقيق رغباته وإشباع حاجاته نحو العمل وحب الاستطلاع والكشف عن حقائق الأشياء هذا بالإضافة إلي أن ممارسة النشاط تكسب الطلاب عدداً من المهارات الفكرية والاتجاهات السليمة.
وتتميز المدرسة التي تنمي التفكير بوجود جمعيات مختلفة يمارس الطلاب فيها أنشطة فكرية متعددة، فهناك الجمعية الثقافية والعلمية والجمعية الفنية والموسيقية والجمعية الرياضية والجمعية الاجتماعية وغيرها من الجمعيات التي تتفرع منها جمعيات أخري عديدة تضم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وغيرهم من المهتمين بالتعليم في المجتمع.
4-          العلاقات المدرسية
تعد العلاقات المدرسية من المتطلبات الأساسية لنجاح تعليم التفكير حيث أن إقبال الطلاب علي ممارسة الأنشطة المختلفة أو إعراضهم عنها لا يحدث صدفة، وإنما يرجع إلي عدد من العوامل المتداخلة والتي منها نوعية العلاقة القائمة بينهم وبين معلميهم، فعندما يهتم المعلم بطلابه ويساعدهم علي حل مشكلاتهم ويعمل علي تهيئة كافة الظروف الملائمة لنموهم بعيداً عن القسوة والتهديد فإنه بذلك يعاملهم معاملة إنسانية ويؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً ويدفعهم إلي المزيد من التعلم.
وتمتد العلاقات الإنسانية لتشمل تلك العلاقات المتبادلة بين المعلمين والإداريين وأولياء الأمور وجميع العاملين بالمدرسة، ويترتب عليها إما الإقبال علي التعليم وممارسة أنشطة التفكير أو النفور من المدرسة والبعد عن المشاركة في أي نشاط التعليم وممارسة أنشطة التفكير أو النفور من المدرسة والبعد عن المشاركة في أي نشاط كما يترتب عليها إما ترسيخ مفاهيم الأمن والحرية والتقبل، أو مشاعر الخوف والرفض والإحباط.
5-          أساليب التقييم
سبق القول بأن مؤسساتنا التعليمية تلجأ إلي استخدام الأسلوب التقليدي في قياس مستوي تحصيل الطلاب عن طريق الامتحانات التي تقيس في معظمها معلومات في المستوي الأدنى للتفكير، أي في مستوي التذكر والحفظ والاسترجاع بدلاً من قياس القدرة علي التفكير والتغير الحاصل في السلوك. وعندما تحتكم المدرسة لدرجات الامتحانات التقليدية في تقييم مستوي تحصيل الطلاب، فإنها تمارس في الحقيقة سلوكاً يحمل في طياته تناقضاَ واضحاً لابد من معالجته حتى تنتقل إلي مرحلة متقدمة في تقدير الإبداع ورعايته، وقد يكون المخرج من ذلك هو إدخال أساليب جديدة للتقييم مثل التقييم الذاتي وتقييم زملاء الفصل، والبطاقة التراكمية وغيرها. ولاشك أن هذه الأساليب ستدفع الطلاب إلي مزيد من المشاركة في أنشطة تعليم التفكير.
اعلان 1
اعلان 2
عربي باي