مدح الإسلام التفكر والتدبر وحث عليهما، قال
تعالي: "قل سيروا في الأرض ثم انظروا"[1]، أما من ألغى عقلة وقلبه اعتبر الإسلام ذلك إما
نفاقا وإما رضا بالضلال ، ويقول سبحانه عن المنافقين: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا"[2]، وكم من مرة قال للناس: " أفلا تتفكرون.. أفلا تعقلون.. أفلا تذكرون ".
وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "وأصحاب النار خمسة من
لا زبر له (لا عقل له) الذين هم فيكم تبعا لا يرجون أهلا ولا مالا"[3].
وفي نفس الوقت عاب الفكر الذي لا يقوم على أسس
سليمة فقال لأصحاب هذا الفكر: "مَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ"[4]، ثم قال سبحانه عن أحدهم: "إ نَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ "[5]، مما يعني
عدم الموافقة علي طريقة التفكير، وكذلك عاب علي ذلك الذي لا يحترم النتائج التي يؤدى
إليها هذا الفكر، أي عدم اعترافه بالنتيجة التي وصل إليها.. فهذا هو العبث الذي تعيشه
البشرية أن يصبح همها التحاور لغرض الجدل والتحاور لا بغرض الوصول إلي الحق والتمسك
به.